ابناء التونى على مستوى الجمهوريه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ابناء التونى على مستوى الجمهوريه

دينى -علمى -ثقافى -اجتماعى


    الدين المعامله

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 31/03/2017

    الدين المعامله Empty الدين المعامله

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة مارس 31, 2017 5:40 am

    لدين ليس في المسجد فقط، بل المسجد تأتي إليه لتلقي تعليمات الصانع، وفي المسجد تصلي فتقبض ثمن طاعتك له، تماماً كمندوب مبيعات يأتي إلى مركز الشركة الساعة الثامنة صباحاً يتلقى التعليمات من المدير العام، ويذهب، ويبيع، ويعود معه الغلة، فيأخذ المكافأة، حينما تتوهم أن الدين مقصور على المسجد فأنت في وهم كبير، الدين في عيادتك أيها الطبيب، والدين في مكتبك الهندسي أيها المهندس، والدين في قاعة صفك أيها المعلم، والدين في دكانك أيها البقال، والدين في حقلك أيها المزارع، الدين في عملك، أما المسجد فتتلقى فيه التعليمات، وتقبض الثمن، فلذلك:" تركُ دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام."
    حينما فهم المسلمون الدين على أنه عبادات شعائرية فكأنهم فرغوه من مضمونه، مليارا وخمسمئة مليون لا وزن لهم عند الله، الأَلْفُ منهم كأفٍّ، بينما أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام عليهم رضوان الله الواحد كألْفٍ، هل يعقل أن سيدنا خالد يستنجد بسيدنا أبي بكر احتاج إلى خمسين ألف جندي مدد لمعركة طاحنة حاسمة سيدنا خالدًا معه ثلاثون ألفًا، والجيش الذي يواجهه ثلاثمئة ألف، فأرسل له المدد، أرسل له القعقاع بن عمرو، قال له: << أين المدد يا قعقاع ؟ قال له: أنا المدد، قال له: أنت ؟ قال له: أنا >>، معه كتاب، قرأ الكتاب، يقول سيدنا أبو بكر: << فو الذي بعث محمد بالحق، إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم >>، وانتصروا، لكن الآن ترى ملايين مملينة، أممًا، دولة فيها مئتان وخمسون مليونًا لا وزن لهم.
    (( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))
    أنا أحاول أن أضع يدي على الوجع على أخطر ما في الدين، أن يكون كسبك حلالاً، أن يكون عملك مشروعاً، وكسبك حلالاً، عندئذ تكون مستجاب الدعوة.
    هناك مشاعر لا يتاح لي أن أعبر عنها كلها، لكن ما ما من إنسان مستقيم يكسب المال الحلال إلا ويوفَّق.
    والد أحد إخواننا توفي ( رحمه الله ) سافر إلى ألمانية لدورة تدريبية، وقدّم أفكارا رائعة جداً، بني على هذه الأفكار إجراء تعديلات في المحركات، وكلفوا أن يطلع على معمل آخر، أعطوه مبلغا من المال ليغطي نفقات السفر، فسافر، وأقام بفندق، وأكل وزاد معه ضعفي ما أنفق، فرد البقية، قال له المدير العام: أنا ما سمعت في حياتي إنسانا يأخذ تعويضَ سفر ثم يُرجِع البقية، قال: هذا حقك.
    أحضر لي رجلاً مستقيمًا بثياب عادية وهو مستقيم، وخذ نصرًا من الله عز وجل، لكننا نصلي ونأكل أموال بعضنا ونقضي يومنا في نقد الآخرين نصلي ونغش المسلمين، نصلي ونبيع الشيء المحرم، نصلي ونخفي العيب عند البيع، وهناك ألف معصية في البيع والشراء، لا ترى المسلم بسلوكه اليومي ما يؤكد إيمانه بالآخرة، وإيمانه بيوم القيامة وبالحساب الدقيق.
    إذاً الدين ليس في المسجد فقط، الدين أيها المزارع الذي يملك مزرعة من الفواكه ألاّ تستخدم هرمونا مسرطنًا، كهرمون يعطي الفاكهة حجمًا كبيرًا وصفات فيزيائية عالية، فيتضاعف ربحك، لكنه مسرطن، وممنوع استخدامه في العالم، ويأتي تهريباً، ولا يأتي استيراداً، فصلاته وصيامه وحجه ألغاها حينما استخدم هذا الهرمون.
    هناك معمل مواد غذائية يضيف مادة مسرطنة تعطي الإنتاج لونا فاتحا، ويرتفع السعر، لا يهمه صحة المسلمين، يهمه حققا ربحا كبيرا، وهو يصلي في أول صف، ما شاء الله على هذا الدرس، يا أستاذ ما هذا ؟ الله يجزيك الخير، لكن هل ينفعك عند الله أن تثني على هذا الدرس ؟ لا والله.
    عندنا علة كبيرة جداً، وعندنا خلل خطير جداً في حياتنا، ألاَ تعجب ـ إن صح التعبير مِن تخلِّي الله عنا ؟ هان أمر الله عليهم فهُنّا على الله، لا تفهم أن الدين صلاة، الدين صلاة، لكنها صلاة أساسها الاستقامة:
    ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾
    لا تفهم الدين ذهابا إلى الحج:
    (( من حج بمال حرام، ووضع رجله في الركاب، وقال: لبيك اللهم لبيك ينادى أن: لا لبيك، ولا سعديك، وحجك مردود عليك ))
    لا تفهم الدين طقوسا وحركات وسكنات وتمتمات، لا، الدين ليس كذلك، الدين أن يجدك الله حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، الدين معاملة.
    حدثني أخ قال: أنا حرفتي لفّ المحركات، قال لي: في الجاهلية قبل أن أصطلح مع الله ويسقيم قلبي وعقلي يأتي المحرك في حالات نادرة فيه شريط خارجي مقطوع، أوصله في ثانية، والأجرة ألف، يأتي صاحب السيارة، أشغّل المحرك له، يعجبه، آخذ منه الألف ، والعملية كلفتني عشر دقائق، قال: بعد أن اصطلحت مع الله، وتبت إليه يقول له: ثمن التصليح خمسون فقط، إذا ما تعجّب الآخر صدمة باستقامتك فلن تكون مؤمنًا، لكننا نتساهل في أكل المال الحرام، نتساهل في غش المسلمين، نكتم العيوب عن المشتري، نغش في المواد في أثناء بيعها، هناك معاصٍ في البيع والشراء لا تعد ولا تحصى، وهي منتشرة بشكل واسع جداً، والذين يفعلون هذا يتوهمون أنهم على حق، يصلي، واعتمر ثلاثة وأربعين مرة، ما شاء الله، لو تعتمر مليون عمرة، لو تحج كل سنة، لو تصلي كل يوم مئة ركعة، ما لم تستقم على أمر الله فلا تنفعك هذه العبادات.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 3:09 pm